’سمسونز‘ هو الكارتون الأميركي إللي كل الأطفال... مابتحبهوش! و نص الكبار مابيفهموهوش! لكنه يظل أفضل (و أطول) سيتكوم إتعملت في العالم. تخيل إنك بتتفرج على حلقات كارتون كوميدية بتهلكك من الضحك و هي في نفس الوقت ماسابتش مشكلة من مشاكل المجتمع إلا و إتعرضت لها؛ الحكومة، التعليم، الصحة، الدين، السياسة، الإعلام، الحرب، أنماط الإستهلاك، الإقتصاد، البيئة، الجريمة، مشاكل المهاجرين، الإدمان، الجنس، السينما و الفن و حياة المشاهير، الأمن، الفساد، العنف، الرياضة، و الرأسمالية هي أمثلة من المواضيع إللي سمسونز إتعرضت لها و إنتقدتها بشكل ساخر و مبتكر. سمسونز في أكتر من حلقة كانت بتسخر من الشركة المنتجة للمسلسل أصلًا و سياستها. أنا شايف إنه سمسونز هي الشكل المثالي للكوميديا السودا إللي فعلًا نجحت إنها تضحك الناس و على حاجات ليها معنى في حياتهم.
أقدملكوا سمسونز: مسلسل كرتون أميركي أنتجت منه (FOX) لحد دلوقتي تقريبًا 22 جزء – بداية من سنة 1989. بيعرض لنا المواقف اليومية إللي بتتعرض ليها أسرة أميركية (آل سمسونز) في شكل كوميدي ساخر. كل شخصيات المسلسل لونهم أصفر و إيديهم فيها أربع صوابع بس (يقال إنه إللي رسم الشخصيات كان يقصد لفت إنتباه المشاهدين و هم بيقلبوا قنوات التليفزيون لما يشوفوا اللون الأصفر). بتسكن أسرة سمسونز في مدينة إسمها سبرينجفيلد في أميركا و بيخبوا طول المسلسل أي معلومات عن مكان البلد دي على الخريطة أو الولاية إللي هي تبعها. رب الأسرة ‘هومر سمسون’ بطل المسلسل، مدمن على الشرب، محدود الذكاء، و بيشتغل في محطة طاقة نووية كمفتش لإجراءات السلامة! مراته ‘مارجوري’ من أصل فرنسي، زوجة مخلصة و أم لـ 3 أطفال: ‘بارت’ ولد عنده 10 سنين بيموت في المقالب، ‘ليسا’ 8 سنين و أكتر أفراد الأسرة ذكاًء و إحساس بالمسؤولية، و ‘ماجى’ رضيعة بتتفرج على إللي حواليها و تتفاعل معاهم بإيماءات معبرة. المسلسل إتعمل من فكرته فيلم (The Simpsons Movie) و لعبة (The Simpsons Game).
الفكرة المميزة في سمسونز هي إنه فريق العمل إشتغل على كل تفصيلة بحيث إنه يطلع كل موقف، كل إسم، و كل رقم في المسلسل بينتقد حاجة بشكل من الأشكال. أفتكر إنه ده أفضل و أنجح و أذكى فريق عمل لمسلسلات كوميدية موجود دلوقتي. تخيل إنه مسلسل ‘الكرتون’ ده الحلقة الواحدة منه بتتكلف تقريبًا 750,000 دولار و بتستغرق من 6 لـ 9 شهور في تصويرها.
بحاول ألاقي سبب لعدم إنتاجنا لمسلسل زي ده. يعني مجتمعنا مليان مشاكل و عندنا ناس فعلًا تعرف تضحكك على المشكلة و في نفس الوقت تسم بدن إللي متسبب فيها و كمان تقدم حلول و تضمن تنفيذها بمجرد تغيير توقعات عامة الناس عن الحاجة دي. يعني تسيب توقعات الناس تسوق ضمير و تصرفات إللي بيغلطوا حواليهم، فيرجع تاني الغلط منكر و مش مقبول، و الصح هو الشيء الطبيعي المتوقع.
ليه مانعملش مسلسل زي ده خاصًة إنه – و الحمد لله – هي حاجة مش هنضطر نحتاج الحكومة فيها؟ أفتكر لا التمويل من المنتجين ولا التأليف هايبقى فيهم مشكلة.
ولا إحنا الكوميديا عندنا بقت عبارة عن سخافة أحمد حلمي أو سفالة عادل إمام أو تفاهة هاني رمزي و محمد سعد أو هبل هنيدي أو رخامة كريم عبدالعزيز؟
كانت (mbc) عرضت المسلسل مدبلج في رمضان قبل كده و فشل فشل ذريع لأنه ببساطة... أميركي، لا حياتهم ولا قيمهم و لا تقاليدهم زينا، و كمان حتى إللي بيضحكهم مش بيضحكنا و ده طبيعي جدًا، و بتأكيد من المنتجين نفسهم.
تاني، ليه ندبلج ولا نترجم؟ ما عندنا مواهب في كل المجالات اللازمة لإنتاج مسلسل لينا، بيعالج مشاكلنا إحنا، و بيضحكنا إحنا. عندنا الرسامين، و المؤلفين، و الممثلين (أصحاب الأصوات المميزة في الحالة دي، مش أصحاب شعر الصدر الكثيف أو الحاجب المخطط) و عندنا متخصصين الجرافيكس و المخرجين. مش عاوز أبالغ في تسهيل الموضوع، بس أنا شايف إنه المسلسل ده ممكن يتعمل أصلًا بإمكانيات و ميزانية محدودة في الأول بواسطة مجموعة من الشباب كمشروع تخرج في كليات الإعلام أو الآداب أو الفنون، و بعد كده لما تتعرف قيمته تتكفل بيه شركة إنتاج كبيرة و ياخد حقه في الإنتاج و التوزيع وأهو نلاقي حاجة عربي ليها لازمة و تستحق الفرجة بدل الهبل و السخافة و الغباء إللي بنشوفهم دول.
No comments:
Post a Comment