Saturday, December 25, 2010

عايزة أتجوز

جيلنا هو الجيل إللي إتعرض لمشكلة الكمبيوتر (Y2K) سنة 2000، و لإنفلونزا الطيور و الخنازير (2004 - 2010)، و للأزمة الإقتصادية (2008). جيلنا هو الجيل إللي طلع لقى فلسطين محتلة و إسرائيل راكبة و مدلدلة رجليها و السادات لاطع على قفا كل واحد فينا ختم معاهدة السلام جنب ختم الإنفتاح و العولمة و ختم قانون الطوارىء. جيلنا هو الجيل إللي لقى نفسه مطالب بإعادة الإستخدام (Recycling) قبل حتى ما يلحق يستهلك حاجة. و مطالب بمواجهة التلوث و الإحتباس الحراري و حروب المياه. جيلنا هو الجيل إللي كل واحد فيه، و برغم إختلاف ظروفه، على يقين تام إنه حياة أفضل يعني مكان تاني لأنه "البلد دي مش أحسن من غيرها"، فحياة أفضل يعني مكان تاني.. و لو مكاننا، فالحياة الأفضل كانت في زمن تاني. و لما جينا نروح المكان التاني لقينا حروب على الإسلام و على العرب في دول فاكرانة رايحين لها علشان سواد عيونها، مش علشان هي سودت عيشتنا في بلادنا بدعم الديكتاتورية و الفساد.
الجيل ده أخيرًا حصلت له حاجة حلوة. حاجة إديتله الفرصة يعبر عن نفسه، و بلسانه. حاجة إسمها Social Media’.
أخيرًا طلع لنا صوت! لقينا وسيلة بتجمعنا و بتسمعنا صوت بعض. و بتخلينا نحس بقوتنا.
قدرنا نقوللأ‘ و ’مش عاجبني‘ و غلط‘ و إحنا واثقين إننا مسموعين:
مصطفى مراد قال لأ و مش عاجبني و غلط لفودافون.
موقع أنت شاهد‘ قال لأ و مش عاجبني و غلط للإنتخابات.
و غادة عبد العال قالت لأ و مش عاجبني و غلط لمجتمعنا!
مصطفى مراد ينتقد إعلان فوادفون
غادة هي صاحبة بلوج و كتاب و مسلسل ’عايزة أتجوز‘. صيدلانية زهقت من تحمل وضع هي مالهاش أي يد فيه، و من طريقة تعامل و نظرة المجتمع ليها و للبنت إللي بيتأخر جوازها عمومًا. حاولت من خلال البلوج بتاعها توصيل صوتها لينا و التعبير عن رأيها. البلوج قراه أكتر من نص ميليون، و الكتاب إترجم إنجليزي و ألماني و إيطالي و للغات أخرى، و بقى في قائمة الأكثر مبيعًا في أكتر من دار للنشر. ده غير طبعًا المسلسل الرمضاني و إللي ماعجبنيش أنا شخصيًا لكن تحسب له نسبة المشاهدة الكبيرة و وصوله للفئة إللي مابتقراش.
ببساطة هدف غادة هو مواجهة أفكار غلط في مجتمعنا. زي فكرة تحميل البنت مسؤولية تأخر جوازها و الضغط عليها و حصر دورها في إنها تكون عروسة و بس، و لحد ما تلاقي العريس فمش مهم أي حاجة تانية و مش متوقع منها أكتر من الإنتظار. لكن هي فكرتها إنه ده غلط، و إنها لو ماحصلش إنها إتجوزت، فهي هاتفضل قادرة إنها تعمل ميليون حاجة تنفع بيها المجتمع ده:
بعد ما النسبة زادت و بقى عدد إللي لسه قاعدين بالملايين، لازم كل البنات يحبوا نفسهم و يدوروا على النجاح في كل الأماكن و يعيشوا حياتهم على إنها حياتهم مش على أساس إنها تتر لمسلسل لسه مابتداش
و أنا من هنا بقولها: لو ماحصلش.. لو ماتجوزتش و ماجبتش عيال و ماقدرتش أتبع خطة المجتمع.. أنا برضه ليا شخصيتي و حياتي و مش هابقى أبدًا.. صفر على الشمال
أفتكر إنه رسالتها وصلت. مش بس بإنها صححت المفاهيم عند ناس كتير، لكن بإنها كمان خففت من حساسية الموضوع و فتحت الباب لمناقشته و ده في حد ذاته شيء كويس و ممكن يؤدي في الآخر إلى  إيجاد الحل.
رأيي سريعًا في الكتاب (لأني عاوز التركيز يبقى على الفكرة نفسها، فكرة تأثير الـ ‘Social Media’ في مجتمعنا) هو كالآتي:
         غادة عبد العال بإسلوبها و لغتها بتعرف توصَل أفكارها ببساطة للقاريء.
         أنا مش عارف إن كانت أسماء الشخصيات في الكتاب صحيحة ولا لأ، لكن عجبتني فكرة أصلًا ذكر الأسماء في القصص المختلفة للعرسان. و أفتكر دي برضه حاجة بتتميز بيها طريقتنا الجديدة في التعبير و إللي وفرتها لنا الـ ‘Social Media’. فكرة إنه أنا هاقول إللي عاوز أقوله، بأسماء الناس ولا الأماكن ولا الشركات الحقيقية ما دام مابكدبش. و كل واحد يتحمل مسؤولية أفعاله، و يتحمل إللي ممكن يجرى لإسمه بسبب أفعاله دي. ليه مانشوفش ده على إنه بيفيده مش بيضره؟ يعني لو كل واحد بيعمل حاجة غلط، عرف قبل مايعملها إنه هو بإسمه و بصورته و صوته هايكون بيتفرج عليه 4.5 ميليون بني آدم (عدد المصريين على الفيس بوك فقط) بعد دقايق من غلطته دي، مش هايفكر مرتين قبل مايعملها؟
         عجبتني طبعًا فكرة إنه الإنسان لازم يتعامل كإنسان قبل أي حاجة و قبل ما يبقى تابع لأي مجموعة؛ مجموعة المتجوزين ولا العمال و لا العرب و لا غيرهم. و إن غادة مؤمنة بدورها كإنسان ربنا خلقه في الدنيا لهدف محدد، و بإنها كفرد عارفة الوسائل المتعددة إللي تقدر توصل بيها للهدف ده، و إنه ربنا ليه حكمة في الصفات و الظروف الخاصة بكل واحد فينا.
         من ناحية تانية بقى، الكتاب بيفتقر بشدة للجدية، بطريقة وصلت لحد الإستظراف! كان فيه أكتر من موضع كانت تقدر غادة تتكلم فيهم بجدية أكتر و تستغلهم علشان توصل الفكرة بصورة أفضل، لكنها فضلت الإستمرار في محاولة إضحاكنا. يعني مثلًا لما كتبت عن ليه هي عاوزة تتجوز، و عن المساواة بين الراجل و الست في مصر، إستنيتها تقدم حاجة ليها معنى أكتر من إللي هي كتبته، بس هي ماتوفقتش في ده.
يعني، في الآخر بتظل التجربة فريدة و ناجحة و بتوريلنا قد إيه ممكن يبقى تأثيرنا أكبر باستخدام الـ ‘Social Media’ و قد إيه ممكن شكل حياتنا و مضمونها يتغير زي ما إحنا عايزين. لإنه كل واحد فينا في بلوج أو تويت أو غيرها من الوسائل يعرف يوصل للناس لو فكرته تستاهل و يعرف يقوي فكرته دي و يوصلها لمرحلة التنفيذ. هانقدر نصلح حاجة زي قطاع الخدمات السيء جدًا في مصر بإننا نكتب و نصور و نقول ليه الخدمة سيئة و إزاي تبقى أحسن. و هانقدر نسمع و نقرا للأصوات الحرة في كل مكان في العالم و إللي ماقدرتش توصل لنا بوسائل الإعلام العادية لإنها محكومة بنظم قمعية. و مين عارف، يمكن في يوم من الأيام لما جيلنا ده يدوق طعم الديموقراطية و يقتنع بإمكانية تطبيقها بإيدينا، يقوم يسعى لتطبيقها في كل المجالات، من إنتخابات الرئاسة، لحقوق المستهلك، و قبلهم و بعدهم.. حقوق الإنسان.
من غير مبالغة، أنا شايف إنه الـ ‘Social Media’ هي أفضل ما حدث لجيلنا على الإطلاق. و أنا مستني منها، قصدي مننا، كتير أوي.

Friday, December 17, 2010

البستان

بقرا دلوقتي ’البستان‘ لمحمد المخزنجي و قلت أكتب رأيي عن أكتر قصة عجبتني في الجزء الأول و هي ’العميان‘.
القصة بتبدأ بوصف الكاتب لمقهى للعميان على كورنيش النيل و للمحيط الخارجي للمقهى ده، و بعدين بياخدك لداخل المقهى لتتأمل معاه الجو الداخلي المظلم و الزبائن المستديمين للمقهى من العميان، و تتأمل أسلوبهم في الكلام و اللعب و تناول المشاريب.
بعد كده، و من خلال عين أحد العميان، بيحكيلك مشهد فقدانهم لبصرهم:
في أحد الأزمنة، وافق المحافظ المرتشي على طلب أحد رجال الأعمال لإقامة فندقين سياحيين على شاطيء النيل في مكان مقابل للمقهى. مكان كان فيه المكتبة القديمة بمحتوياتها القيمة النادرة و شجرة الكافور العتيقة إللي إنكتب عليها تاريخنا بل و شاركت هي في صناعة التاريخ ده. تجاهل المحافظ كل ده و قرر إزالة الشجرة و المكتبة. و تجاهل المحافظ تقارير المهندسين إللي ورد فيها عدم صلاحية الأرض المكونة من ترسبات طمي النيل لإقامة المشروع. و فعلًا بدأ التنفيذ: تم نقل محتويات المكتبة ليلًا، ثم إزالة مبنى المكتبة في نهار اليوم التالي، و الناس بتتفرج بحسرة و يأس
"و ظلوا مع ذلك رافضين أن يصدقوا أن الدور ذاهب إلى الحديقة ليدمرها، و يدمر الشجرة الكبيرة التي تتوسط الحديقة. الشجرة التي تقف في قلب ذكريات صباهم جميعًا و قلب ذكريات المدينة"
يقال إن عبدالله النديم كان يتسلل إلى هذه الشجرة في أيام هروبه و يختفي وسط أغصانها و يبقى بها لأيام، و إنه كتب فيها جزء من كتابه ’تاريخ مصر في هذا العصر‘. و عليها تاريخ محفور بضخامة هو 19 مارس 1919 يقال إنه كتبه الثوار أيام ما إستخدموا الشجرة لربط سلك معدني بعرض كورنيش النيل لإصطياد جنود الإحتلال. و عليها كتابة بالفرنسية تقول "خاب سعيك يا دوجا.. لن نسلم مصطفى.. لن نسلم العديس" و هي موجهة إلى الجنرال إللي عينه نابليون لحكم المدينة و القبض على الثوار ’علي العديس‘ و ’مصطفى الأمير‘. و يحكى إنه أم كلثوم و السنباطي غنوا في ظلها، و هيكل كتب تحتها، و عبد الناصر أمر موكبه بالتوقف عندها علشان يحيي الشباب إللي طلعوا غصون الشجرة و كانوا بيهتفوا بإسمه، و إن العشاق على مر الزمان حفروا على جذعها أساميهم و الرسم الشهير للقلب المرشوق بسهم الحب.
بدأت البلدية تقطيع الأشجار إللي حواليها و الناس لسه مش مصدقين! و بعدين طلع عمال البلدية بسلالم عربيات المطافي و بدأوا بتقطيع الفروع لتسقط و تسد طريق الكورنيش و بسببها يتم تحويل المرور للشوارع الداخلية. رجعت العصافير و الطيور مالقتش مسكنها، رفضت تسيب المكان و فضلت تطير حوالين الشجرة لحد ماتعبت و نامت على رصيف الكورنيش تدهسها الأقدام.
وقف الآلاف من عشاق الشجرة يراقبوا إللي بيحصل، أسلاك و حبال متينة مربوطة في الفروع العالية و تشدها البلدوزارات، بينما يعمل منشار كهربائي ضخم في جذع الشجرة
"جبل يوشك أن يهوى، بينما العمال يفرون من حوله. عشرات السنوات تسقط. عمر كامل، بل أعمار عديدة.
و حدث الصرير الهائل المخيف و الطقطقات التي طمست من حولها كل صرخة أو شهقة أو سباب. أغمض كثيرون أعينهم من هول المنظر و إنكمشوا على أنفسهم و ارتعشوا بأثر القشعريرة التي سرت في الهواء لحظة، و ارتطم زمن كامل بسور الكورنيش الحديدي فهشمه و تحطمت بلاطات الرصيف الخرسانية و انصكت الأسماع"
عليت أصوات الطيور و بعدين بدأت تتقاتل و ينزل دمها على رؤوس المشاهدين. ثم بدأت تنقض على الناس.. تنهش عيونهم، مش إيديهم ولا دراعاتهم، كانت مصرة على نقر العيون و نهشها.
"مناقير كحراب مدببة و آلام كالبروق. ثم كانت ظلمة ولا شيء غير أصوات طيور مهتاجة و رفرفة أجنحة و صرخات بشر يتلاطمون. ولم يجدوا في هذا الوقت مكانًا قريبًا يحتمون به غير جوف المقهى القديم الذي إندفعوا إليه بغريزة تحديد الإتجاهات الصاعدة لتوها من قرارة عتمتهم المباغتة"
و مع مرور الزمن، حول صاحب المقهى الأدوات كي تساعد العميان و كمان جابلهم جرسون أعمى. و لحد دلوقتي يمر على المقهى أحد الأشقياء و يقف عند الباب و يقلد صوت الطيور المهتاجة، فيجن العميان و يفزعوا و تتخبط أياديهم أمام وجوههم علشان تحمي عيونهم التي لم يعد لها وجود.
قصة رائعة الحقيقة. المخزنجي حكى عن جاني و مجني عليه، و عن قضية و حُكم، و عن قاضي. و عن فكرة. سألت نفسي:
  • هل الطيور لما تعالت أصواتها بعد سقوط الشجرة كانت بتحكم في أمر البشر؟ و لما تقاتلت و نزل دمها على رؤوس الناس، هل إللي إتقتل منهم إتقتل بسبب إنه تحيز لينا و دافع عن تخاذلنا و جبننا؟
  • لما الطيور إقتلعت عيون الناس، مش يمكن ماكانتش بتعاقبهم؟ مش يمكن شافت إنه مش لازمانا حاسة البصر مادام مش بتوجهنا لفعل الصواب و الوقوف في وش الظلم؟ مش يمكن كانت بتحاول تخلق لنا عذر لوقوفنا عاجزين عن مقاومة الشر؟ 
  • هل إستمرار عذاب العميان و إهتياجهم عند سماع أصوات الطيور لحد دلوقتي هو بسبب إنه الطيور زمان أخدت حقها منهم لكن الحياة نفسها لسه، لسه حابة تشوف جزاء تخاذلهم؟ ولا علشان تبقى عبرة حية لينا لو حد مننا قرر مايصدقش الحكاية القديمة؟ 
  • ليه الطيور نهشت عيون الناس إللي بتتفرج و مانهشتش عيون العمال إللي أسقطوا الشجرة بإيديهم؟ هي الطيور إعتبرت العمال منفذين و بس – مالهمش يد أو قرار؟ و الناس مش كده، الناس قرارهم و فعلهم بإيديهم لكنهم تخاذلوا؟
عجبني وصف الكاتب لحجم جذع الشجرة:
"أما جذعها فقد كفاه بالكاد فصل كامل من الأولاد كانوا في رحلة مدرسية، و راق لهم أن يشبكوا أياديهم معًا حتى يحيطوا بالشجرة"
قبلها كان قال إن الشجرة، على عكس باقي أشجار الكافور، بتحتفظ بلحائها و كتاباتنا إللي عليه. بتحتفظ بتاريخنا. فهل الأطفال كانوا بيحاولوا يحضنوا تاريخنا و يشموا ريحة أجدادنا و يستمدوا منها قوة للوقت الحاضر؟ ولا كانوا الأطفال بيحجزوا مكانهم في التاريخ على الصفحة دي من لحاء الشجرة، و بيسجلوا أولى ذكرياتهم؟
عجبني كمان إعتماد إسلوب الحكي من وجهة نظر الكاتب و هو ’جالس متأمل‘ لإن ده المطلوب من قاريء القصة كمان.. التأمل و الإعتبار.
و أخيرًا، عجبني التناقض إللي ظهر في تصرفات أبطال المشهد التالي:
"و توقف ركب عبد الناصر بإشارة منه تحتها حيث رفع وجهه المتهلل إلى أغصانها و حيا طويلًا إذ كانت الأغصان التي تظلل عرض الشارع مثقلة بالبشر يهتفون بإسمه عندما زار المدينة. و تغير مسار موكب السادات في اللحظات الأخيرة عندما جاء زائرًا حتى لا يمر تحتها، إذ شاع أن قناصًا يكمن له بين أغصانها العصية على التفتيش"
حابب أصدق إن المشهدين (لعبد الناصر و السادات) هما مثال على إختلاف شكل الشيء الواحد بإختلاف العيون إللي بتبصله. السادات شاف الشجرة الهائلة تهديد هائل، و عبد الناصر شافها مجموعة من الهاتفين بإسمه.. مش يمكن ماكانش فيه حد بيهتف ولا حاجة، زي ماهو محتمل إنه ماكانش فيه قناص مختبيء بين الغصون؟

Wednesday, December 15, 2010

The Simpsons (1989-2010)

’سمسونز‘ هو الكارتون الأميركي إللي كل الأطفال... مابتحبهوش! و نص الكبار مابيفهموهوش! لكنه يظل أفضل (و أطول) سيتكوم إتعملت في العالم. تخيل إنك بتتفرج على حلقات كارتون كوميدية بتهلكك من الضحك و هي في نفس الوقت ماسابتش مشكلة من مشاكل المجتمع إلا و إتعرضت لها؛ الحكومة، التعليم، الصحة، الدين، السياسة، الإعلام، الحرب، أنماط الإستهلاك، الإقتصاد، البيئة، الجريمة، مشاكل المهاجرين، الإدمان، الجنس، السينما و الفن و حياة المشاهير، الأمن، الفساد، العنف، الرياضة، و الرأسمالية هي أمثلة من المواضيع إللي سمسونز إتعرضت لها و إنتقدتها بشكل ساخر و مبتكر. سمسونز في أكتر من حلقة كانت بتسخر من الشركة المنتجة للمسلسل أصلًا و سياستها. أنا شايف إنه سمسونز هي الشكل المثالي للكوميديا السودا إللي فعلًا نجحت إنها تضحك الناس و على حاجات ليها معنى في حياتهم.

أقدملكوا سمسونز: مسلسل كرتون أميركي أنتجت منه (FOX) لحد دلوقتي تقريبًا 22 جزء – بداية من سنة 1989. بيعرض لنا المواقف اليومية إللي بتتعرض ليها أسرة أميركية (آل سمسونز) في شكل كوميدي ساخر. كل شخصيات المسلسل لونهم أصفر و إيديهم فيها أربع صوابع بس (يقال إنه إللي رسم الشخصيات كان يقصد لفت إنتباه المشاهدين و هم بيقلبوا قنوات التليفزيون لما يشوفوا اللون الأصفر). بتسكن أسرة سمسونز في مدينة إسمها سبرينجفيلد في أميركا و بيخبوا طول المسلسل أي معلومات عن مكان البلد دي على الخريطة أو الولاية إللي هي تبعها. رب الأسرة هومر سمسون بطل المسلسل، مدمن على الشرب، محدود الذكاء، و بيشتغل في محطة طاقة نووية كمفتش لإجراءات السلامة! مراته مارجوري من أصل فرنسي، زوجة مخلصة و أم لـ 3 أطفال: بارت ولد عنده 10 سنين بيموت في المقالب، ليسا 8 سنين و أكتر أفراد الأسرة ذكاًء و إحساس بالمسؤولية، و ماجى رضيعة بتتفرج على إللي حواليها و تتفاعل معاهم بإيماءات معبرة. المسلسل إتعمل من فكرته فيلم (The Simpsons Movie) و لعبة (The Simpsons Game).
الفكرة المميزة في سمسونز هي إنه فريق العمل إشتغل على كل تفصيلة بحيث إنه يطلع كل موقف، كل إسم، و كل رقم في المسلسل بينتقد حاجة بشكل من الأشكال. أفتكر إنه ده أفضل و أنجح و أذكى فريق عمل لمسلسلات كوميدية موجود دلوقتي. تخيل إنه مسلسل الكرتون ده الحلقة الواحدة منه بتتكلف تقريبًا 750,000 دولار و بتستغرق من 6 لـ 9 شهور في تصويرها.
بحاول ألاقي سبب لعدم إنتاجنا لمسلسل زي ده. يعني مجتمعنا مليان مشاكل و عندنا ناس فعلًا تعرف تضحكك على المشكلة و في نفس الوقت تسم بدن إللي متسبب فيها و كمان تقدم حلول و تضمن تنفيذها بمجرد تغيير توقعات عامة الناس عن الحاجة دي. يعني تسيب توقعات الناس تسوق ضمير و تصرفات إللي بيغلطوا حواليهم، فيرجع تاني الغلط منكر و مش مقبول، و الصح هو الشيء الطبيعي المتوقع.
ليه مانعملش مسلسل زي ده خاصًة إنه – و الحمد لله – هي حاجة مش هنضطر نحتاج الحكومة فيها؟ أفتكر لا التمويل من المنتجين ولا التأليف هايبقى فيهم مشكلة.
ولا إحنا الكوميديا عندنا بقت عبارة عن سخافة أحمد حلمي أو سفالة عادل إمام أو تفاهة هاني رمزي و محمد سعد أو هبل هنيدي أو رخامة كريم عبدالعزيز؟
كانت (mbc) عرضت المسلسل مدبلج في رمضان قبل كده و فشل فشل ذريع لأنه ببساطة... أميركي، لا حياتهم ولا قيمهم و لا تقاليدهم زينا، و كمان حتى إللي بيضحكهم مش بيضحكنا و ده طبيعي جدًا، و بتأكيد من المنتجين نفسهم.
تاني، ليه ندبلج ولا نترجم؟ ما عندنا مواهب في كل المجالات اللازمة لإنتاج مسلسل لينا، بيعالج مشاكلنا إحنا، و بيضحكنا إحنا. عندنا الرسامين، و المؤلفين، و الممثلين (أصحاب الأصوات المميزة في الحالة دي، مش أصحاب شعر الصدر الكثيف أو الحاجب المخطط) و عندنا متخصصين الجرافيكس و المخرجين. مش عاوز أبالغ في تسهيل الموضوع، بس أنا شايف إنه المسلسل ده ممكن يتعمل أصلًا بإمكانيات و ميزانية محدودة في الأول بواسطة مجموعة من الشباب كمشروع تخرج في كليات الإعلام أو الآداب أو الفنون، و بعد كده لما تتعرف قيمته تتكفل بيه شركة إنتاج كبيرة و ياخد حقه في الإنتاج و التوزيع وأهو نلاقي حاجة عربي ليها لازمة و تستحق الفرجة بدل الهبل و السخافة و الغباء إللي بنشوفهم دول.

Thursday, December 9, 2010

My Name Is Khan (2010)

إسمي خان‘ هو قصة مسلم هندي بيعاني من تداعيات أحداث 11 سبتمبر من تمييز ضد المسلمين، و بيقرر تحقيق هدف رمزي و هو الوصول للرئيس الأمريكي و إبلاغه وجهًا لوجه بإنه إسمه خان.. و مش إرهابي. أنا شايف إنه أهم حاجة ممكن تتناقش عن الفيلم هي قضيته، مش إنتاجه ولا أداء الممثلين فيه ولا إخراجه.

شعار الفيلم هو رجل عادي، رحلة غير عادية... للحب و مضمونه هو الرسالة إللي وصلَها خان لرئيس أميركا. رسالة دفاعية بحتة بدأت تتبناها أطراف كتير في العالم الإسلامي من ساعة أحداث سبتمبر. دعاة، مثقفين، سياسيين، إعلاميين... بيبذلوا مجهود خرافي و بيصرفوا دم قلبهم و بيبوسوا كل إيد تقف في طريقهم علشان يتمكنوا بأي وسيلة من الحلفان بأيمانات ربنا إن المسلمين، و الله العظيم، ما إرهابيين.
تسمع معظم الشيوخ ،في خطب الجمعة و في التليفزيون، أول مايجيب الواحد منهم سيرة الجهاد يروح لاضم بعدها على طول بس ده طبعًا مالوش علاقة بإللي بيحصل من هجمات إرهابية. الدين بريء من كل الأفعال دي.. مفيش دين من الأديان بيدعوا لقتل إنسان بريء ... إلى أخره
كل واحد في كل مكان، من شغله، لبيته، لقهوته، لفيس بوكه... عمال يسرد في الدلائل و الوقائع علشان يثبت إننا مش إرهابيين
بل إنه، في مرحلة من المراحل، و بسبب إن الإلهام بينزل على الواحد من كتر ما بيفكر في حاجة و يبقى مصدق نفسه إنه يقدر يكون ليه دور فاعل فيها.. تمكن المطرب الفنان جاد شويري، بما لديه من ملكات فكرية و مهارات إبتكار و تجدبد و تميز، من عمل فيديو كليب عنوانه ‘Funky Arab’ تفتق فيه ذهنه عن صياغة الكلمات العظيمة التالية:
"We are not what you see on CNN or BBC
Take a look at us, we're not bombers we got the guts
We got sexy girls, Arab beauty that will rock your whole world"
مشكور الفنان شويري على إحساسه بمسئولية الفنان تجاه المجتمع و على تسويقه لـ إمكانيات المجتمع و كوادره.
نيجي للجد...
هو إحنا بنعمل إيه؟
بندافع عن إيه؟ و ليه؟
و مين إللي إحنا بندافع قصادهم؟
لازم أبدأ بالسؤال الأخير لأنه مغري؛
أميركا؟! تعالالي بقى...
إحنا بنحسِن صورتنا و بنبرأ نفسنا من العنف.. قصاد أميركا؟ الدولة الوحيدة في العالم إللي إستخدمت القنيلة النووية ضد دولة تانية و قتلت ربع ميليون بني آدم (نصهم مات في أول يوم للقصف) سنة 1945 في اليابان؟
ولا الدولة الوحيدة إللي قامت أصلًا على إبادة شعب كامل (الهنود) سنة 1492؟ (يقدر عدد الهنود بـ 12 ميليون نسمة قبل الإبادة، تبقى منهم 237 ألف!)
ولا الدولة الوحيدة إللي بتفني أجيال كاملة، وأنا بكتب الكلام ده دلوقتي، من أطفال العراق و أفغانستان في حروب محدش عارف لها سبب ولا مبرر ولا بداية ولا نهاية؟
ولا الدولة الوحيدة (برضه) إللي بتستخدم الفيتو علشان توقف أي قرار لمجلس الأمن فيه ريحة العقوبة ضد دولة الإحتلال إسرائيل، و بالتالي بتساعد على قيام دولة جديدة على إبادة شعب.. تاني!
ولا الدولة إللي بتقود العولمة و النظام العالمي الجديد إللي بيمحي أي صورة من صور الحضارة وصلها أي بلد في العالم و بيحولنا لكائنات مسيرة بفكر إقتصادي جشع؟
ولا الدولة الوحيدة إللي عندها جوانتانامو؟ ولا ولا ولا...
أميركا. بلاد الـ شيت؟ على رأي الكاتب صنع الله إبراهيم
لا.. إعفيني.
بيقولوا إنه سياسة الحكومة (أو الإدارة) الأميركية مابتعجبش الشعب الأميركي و إنه مش راضي عن حروبها ولا عن تحالفاتها ولا عن قراراتها ولا إستراتيجيتها ولا سلاطاتها ولا بابا غنوجها. و إنه المواطن الأميركي (أو الأوروبي/الغربي) هو المقصود بحملة تحسين صورة الإسلام و العرب.
ماشي، هنبلعها، رغم إن أميركا هي الديموقراطية الأولى في العالم و المفروض إنه الحكومة فعلًا بتمثل الشعب، بس ماشي.
المواطن الأميركي ده بقى (إللي بالمناسبة بيستهلك قد 500 مواطن هندي حسب الإحصائيات) مش عارف يا عين ماما يفتح كتاب ولا يسمع شريط ولا يجووجل ولا حتى يسأل مسلم من ملايين المسلمين إللي في أميركا عن الإسلام؟ و لا بلاش يسأل، يتفرج بس على سلوكهم و تعاملاتهم؟
هنقول إنه مش عارف. و إنه في الأول و الآخر دي سلبية مننا لأنه لازم إحنا إللي نعرَف بديننا و ثقافتنا و قيمنا للناس التانية (و ده صح طبعًا)، ماشي، نعرَف بقى، مش ندافع!
نعرَف، مش ندافع.
ندافع ليه؟ ما كل واحد عارف نفسه، و عارف تاريخه و حاضره، لا الإسلام ظهر أول إمبارح و لا أميركا قطعوا مسلسل الساعة تمانية و أعلنوا قيامها. و مفيش حد مغيب ولا مضلل ..ولا مكعب. لو أنا متاح ليا مصدر معلومات واحد، فاللي في سني في أميركا متاح ليه عشرين.
حاجة تانية، لو مبدأنا صح في إلتزام الدفاع عن نفسنا كوسيلة لتعريف الناس بالمعنى الحقيقي لديننا و ثقافتنا، فالمفروض إنه كأي مبدأ تاني، ميتغيرش بتغير الظروف (بتبقى مسألة مبدأ زي ما بيقولوا). لكن الحاصل إنه إحنا بندافع عن نفسنا لأننا ضعفاء. الضعيف بس هو إللي بيضطر يدافع عن نفسه في تهم مالهاش أساس من الصحة. القوي مابيعملش كده، و يعمل كده ليه؟ فاحنا لو كنا أقوياء ماكناش هنضطر ندافع ولا نحط في بالنا أصلًا أي إتهامات أيًا كان نوعها و كميتها. فبالتالي مبدأ الدفاع مش مبدأ سليم خالص.
أنا شايف إن إللي ساعد الحملة ضد الإسلام من ناحيتنا هو إننا إنساقنا ورا مسألة تحسين الصورة و تلوين الصورة و تغليفها و توصيلها للمنازل.. مع الخصومات بمناسبة الأوكازيون.

Wednesday, December 8, 2010

The Terminal (2004)

في المطار بيتلاشى إحساسي بالمكان و الزمان. أنا في نقطة إتصال بلاد كتير بالبلد إللي أنا مسافر منها أو واصلها. كل الجنسيات و الألوان و الأعمار حواليا في نسخة مصغرة و مكثفة من العالم... فبحس إني مش في بلد معينة، بانسى مكاني، و هو المكان إيه غير محتوياته؟ و بانسى الوقت؛ لأني ببساطة في وقت إنتظار طيارتي محدش مستني مني أعمل حاجة ولا أنا حتى مستني من نفسي حاجة، فبحس إنه الوقت ده مش محسوب، مش بيتخصم من يوم معين ولا من شخص معين... فبالتالي: مفيش وقت.. ماهو برضه الوقت إيه غير محتوياته؟! إذًا فأنا حر - ولو لفترة قصيرة. حر من المكان و من الزمان. يااه، في إحساس أجمل من كده؟!
بلاقي نفسي فعلًا بستمتع بكل حاجة بسيطة بعملها: لو قريت من كتابي شوية، بتبقى دي أكتر صفحات بطلع منها بمعاني و أكتر صفحات بـ ادوقها فعلًا و بتأثر بيها و أفتكرها، لو إتعرفت على حد، لو سمعت مزيكا، لو أخدت مشروبي المفضل الكابيتشينو (إللي بشرب منه عدة أكواب يوميًا في الشغل و البيت و القهوة و لا بفتكر أصلًا إني شفته).. لو سبت كل ده و فضلت بس أتفرج ع الناس و الطيارات و العمال، بل و الشنط.. زي الأطفال. و مش كده وبس، زي الأطفال برضه بسأل عن حاجات محدش متوقع أسأل فيها!
تخيلت دلوقتي مثال كان بيقوله أحد المثقفين بيشبه فيه روح الإنسان ببالونة مربوط بيها حجر بيتقلها و يمنعها من الطيران، و الحجر ده هو هموم الإنسان أو ذنوبه.. حاجة كده. و إنه لو تخلص كل واحد من الحجر ده، هيتخلص من الخوف و القلق و الوساوس، و يقدر ينطلق و يستمتع بحياته.
فيلم The Terminal بيحكي قصة رجل من دولة تدعى كراكوزيا قرر يسافر أميركا علشان يوفي بوعده لوالده بإنه يحصل على توقيع عازف ساكسفون شهير، و بالتالي يبقى كمل مجموعة التوقيعات إللي حصل عليها والده من أفضل 57 فنان جاز في العالم. لكن إللي بيحصل إنه بلده كراكوزيا بتقوم فيها ثورة و بتتخلع رئاستها فبتقرر الحكومة الأميركية عدم الإعتراف بحكم المتمردين في كراكوزيا و بتصبح بلد بطل الفيلم بلا وجود بالنسبة لأميركا. الأمر إللي بيتسبب في رفض كل الأوراق الثبوتية المعتمدة من كراكوزيا و إللي بيستخدمها البطل لدخول أميركا.. و بيخليه محتجز في مطار جون كينيدي لأنه حتى مش قادر يرجع بلده لتوقف حركة الطيران إليها، ده فضلًا عن رفضه هو شخصيًا لفكرة الرجوع للوطن بدون تحقيق هدفه.
فيلم رائع فعلًا! القصة مأخوذة عن قصة حقيقية للاجيء إيراني أحتجز في مطار شارل ديجول في فرنسا لأن أوراقه ضاعت و رفضت إنجلترا السماح ليه بدخول أراضيها (في القصة الحقيقية اللاجيء الإيراني مهران ناصري فضل ساكن في المطار لمدة 16 سنة تقريبًا)
أداء توم هانكس مفيش كلمات توصفه، فعلًا بيقول كل حاجة من غير ما ينطق ولا كلمة. الإخراج (سبيلبيرج) و التصوير و الإنتاج هايل (يقال إنهم جابوا الشركات الحقيقية إللي كانت قامت ببناء المطار و المحلات إللي فيه، و خللوهم يبنوا تصميم مشابه لصالات المطار الأصلية و المحلات إللي فيه علشان تصوير الفيلم). و طبعًا أدمنت الموسيقى التصويرية لـ جون ويليامز.
فكرة إنه إحنا بنضيع عمرنا في الإنتظار- إنتظار شخص، إنتظار وظيفة ، أو فرصة- هي فكرة تستحق تسليط الضوء عليها. دماغنا ساعات تتربس و تحكم علينا بإن سعادتنا في حاجة معينة؛ الحاجة دي بس و مش حاجة غيرها هي إللي هاتسعدنا، و ع الأساس ده تبدأ رحلة إنتظارنا، و تضييع وقتنا، و خسارة الناس إللي بيحبونا. في الوقت إللي المفروض فيه نبقى بنستغل كل دقيقة في حياتنا علشان نستمتع بإللي في إيدينا، بننسى كل ده.. و نستنى.
بطل الفيلم في أثناء فترة إنتظاره في المطار، إتعلم لغة جديدة، عمل أصحاب، قام بدور في إسعاد إللي حواليه، دور على شغل و إشتغل فعلًا و.. قابل حب حياته. لكن ده مامنعش إنه قدره و أقدارنا في الآخر هي إللي بتنولنا شيء أو بتبعدنا عنه. و إللي بيقيس في الآخر قيمة حياتنا هو مدى إستمتاعنا بالأوقات إللي كنا المفروض نقضيها في.. الإنتظار.
دي فكرة. الفكرة التانية القيمة فعلًا هي فكرة الوفاء. إلى أي مدى إنت هاتتحمل في سبيل الحفاظ على وفاءك لشخص ما؟ و ده قدام نفسك، مش قدامه.
مشهدي المفضل هو ‘Dinner with Amelia’ المشهد إللي بيتعشى فيه فيكتور نافورسكي (توم هانكس) مع حبيبته أميليا (كاثرين زيتا جونز). الإيقاع بتاع المشهد و ظهور أصحاب فيكتور فيه و أفكار أميليا بتخليك مش عاوز المشهد يخلص.
مشهد آخر ليه دلالات هو ‘Viktor and his Friends’ لما بيكون فيكتور خارج من المطار بعد السماح ليه بدخول أميركا و بيخرج لوداعه تقريبًا كل عمال المطار. و الغرض منه توصيل رسالة إنه، بغض النظر عن إختلاف الأجناس، بيظل الوصول لقلوب الناس ممكن و ده بإظهار أبسط صور الإحترام و المودة و التعبير عن الرغبة في مساعدتهم و الإهتمام بيهم.
الفيلم أقيمه بـ 5/5 و أرشحه للمشاهدة عدة مرات!

Tuesday, December 7, 2010

Welcome!

Welcome! and thanks for visiting my blog. It's here where I'll be posting my review of books, movies, music and other cultural 'products' that make life.. worth living.
I'm looking forward to discussing relevant topics and willing to communicate and share thoughts about this with you all.