Saturday, December 25, 2010

عايزة أتجوز

جيلنا هو الجيل إللي إتعرض لمشكلة الكمبيوتر (Y2K) سنة 2000، و لإنفلونزا الطيور و الخنازير (2004 - 2010)، و للأزمة الإقتصادية (2008). جيلنا هو الجيل إللي طلع لقى فلسطين محتلة و إسرائيل راكبة و مدلدلة رجليها و السادات لاطع على قفا كل واحد فينا ختم معاهدة السلام جنب ختم الإنفتاح و العولمة و ختم قانون الطوارىء. جيلنا هو الجيل إللي لقى نفسه مطالب بإعادة الإستخدام (Recycling) قبل حتى ما يلحق يستهلك حاجة. و مطالب بمواجهة التلوث و الإحتباس الحراري و حروب المياه. جيلنا هو الجيل إللي كل واحد فيه، و برغم إختلاف ظروفه، على يقين تام إنه حياة أفضل يعني مكان تاني لأنه "البلد دي مش أحسن من غيرها"، فحياة أفضل يعني مكان تاني.. و لو مكاننا، فالحياة الأفضل كانت في زمن تاني. و لما جينا نروح المكان التاني لقينا حروب على الإسلام و على العرب في دول فاكرانة رايحين لها علشان سواد عيونها، مش علشان هي سودت عيشتنا في بلادنا بدعم الديكتاتورية و الفساد.
الجيل ده أخيرًا حصلت له حاجة حلوة. حاجة إديتله الفرصة يعبر عن نفسه، و بلسانه. حاجة إسمها Social Media’.
أخيرًا طلع لنا صوت! لقينا وسيلة بتجمعنا و بتسمعنا صوت بعض. و بتخلينا نحس بقوتنا.
قدرنا نقوللأ‘ و ’مش عاجبني‘ و غلط‘ و إحنا واثقين إننا مسموعين:
مصطفى مراد قال لأ و مش عاجبني و غلط لفودافون.
موقع أنت شاهد‘ قال لأ و مش عاجبني و غلط للإنتخابات.
و غادة عبد العال قالت لأ و مش عاجبني و غلط لمجتمعنا!
مصطفى مراد ينتقد إعلان فوادفون
غادة هي صاحبة بلوج و كتاب و مسلسل ’عايزة أتجوز‘. صيدلانية زهقت من تحمل وضع هي مالهاش أي يد فيه، و من طريقة تعامل و نظرة المجتمع ليها و للبنت إللي بيتأخر جوازها عمومًا. حاولت من خلال البلوج بتاعها توصيل صوتها لينا و التعبير عن رأيها. البلوج قراه أكتر من نص ميليون، و الكتاب إترجم إنجليزي و ألماني و إيطالي و للغات أخرى، و بقى في قائمة الأكثر مبيعًا في أكتر من دار للنشر. ده غير طبعًا المسلسل الرمضاني و إللي ماعجبنيش أنا شخصيًا لكن تحسب له نسبة المشاهدة الكبيرة و وصوله للفئة إللي مابتقراش.
ببساطة هدف غادة هو مواجهة أفكار غلط في مجتمعنا. زي فكرة تحميل البنت مسؤولية تأخر جوازها و الضغط عليها و حصر دورها في إنها تكون عروسة و بس، و لحد ما تلاقي العريس فمش مهم أي حاجة تانية و مش متوقع منها أكتر من الإنتظار. لكن هي فكرتها إنه ده غلط، و إنها لو ماحصلش إنها إتجوزت، فهي هاتفضل قادرة إنها تعمل ميليون حاجة تنفع بيها المجتمع ده:
بعد ما النسبة زادت و بقى عدد إللي لسه قاعدين بالملايين، لازم كل البنات يحبوا نفسهم و يدوروا على النجاح في كل الأماكن و يعيشوا حياتهم على إنها حياتهم مش على أساس إنها تتر لمسلسل لسه مابتداش
و أنا من هنا بقولها: لو ماحصلش.. لو ماتجوزتش و ماجبتش عيال و ماقدرتش أتبع خطة المجتمع.. أنا برضه ليا شخصيتي و حياتي و مش هابقى أبدًا.. صفر على الشمال
أفتكر إنه رسالتها وصلت. مش بس بإنها صححت المفاهيم عند ناس كتير، لكن بإنها كمان خففت من حساسية الموضوع و فتحت الباب لمناقشته و ده في حد ذاته شيء كويس و ممكن يؤدي في الآخر إلى  إيجاد الحل.
رأيي سريعًا في الكتاب (لأني عاوز التركيز يبقى على الفكرة نفسها، فكرة تأثير الـ ‘Social Media’ في مجتمعنا) هو كالآتي:
         غادة عبد العال بإسلوبها و لغتها بتعرف توصَل أفكارها ببساطة للقاريء.
         أنا مش عارف إن كانت أسماء الشخصيات في الكتاب صحيحة ولا لأ، لكن عجبتني فكرة أصلًا ذكر الأسماء في القصص المختلفة للعرسان. و أفتكر دي برضه حاجة بتتميز بيها طريقتنا الجديدة في التعبير و إللي وفرتها لنا الـ ‘Social Media’. فكرة إنه أنا هاقول إللي عاوز أقوله، بأسماء الناس ولا الأماكن ولا الشركات الحقيقية ما دام مابكدبش. و كل واحد يتحمل مسؤولية أفعاله، و يتحمل إللي ممكن يجرى لإسمه بسبب أفعاله دي. ليه مانشوفش ده على إنه بيفيده مش بيضره؟ يعني لو كل واحد بيعمل حاجة غلط، عرف قبل مايعملها إنه هو بإسمه و بصورته و صوته هايكون بيتفرج عليه 4.5 ميليون بني آدم (عدد المصريين على الفيس بوك فقط) بعد دقايق من غلطته دي، مش هايفكر مرتين قبل مايعملها؟
         عجبتني طبعًا فكرة إنه الإنسان لازم يتعامل كإنسان قبل أي حاجة و قبل ما يبقى تابع لأي مجموعة؛ مجموعة المتجوزين ولا العمال و لا العرب و لا غيرهم. و إن غادة مؤمنة بدورها كإنسان ربنا خلقه في الدنيا لهدف محدد، و بإنها كفرد عارفة الوسائل المتعددة إللي تقدر توصل بيها للهدف ده، و إنه ربنا ليه حكمة في الصفات و الظروف الخاصة بكل واحد فينا.
         من ناحية تانية بقى، الكتاب بيفتقر بشدة للجدية، بطريقة وصلت لحد الإستظراف! كان فيه أكتر من موضع كانت تقدر غادة تتكلم فيهم بجدية أكتر و تستغلهم علشان توصل الفكرة بصورة أفضل، لكنها فضلت الإستمرار في محاولة إضحاكنا. يعني مثلًا لما كتبت عن ليه هي عاوزة تتجوز، و عن المساواة بين الراجل و الست في مصر، إستنيتها تقدم حاجة ليها معنى أكتر من إللي هي كتبته، بس هي ماتوفقتش في ده.
يعني، في الآخر بتظل التجربة فريدة و ناجحة و بتوريلنا قد إيه ممكن يبقى تأثيرنا أكبر باستخدام الـ ‘Social Media’ و قد إيه ممكن شكل حياتنا و مضمونها يتغير زي ما إحنا عايزين. لإنه كل واحد فينا في بلوج أو تويت أو غيرها من الوسائل يعرف يوصل للناس لو فكرته تستاهل و يعرف يقوي فكرته دي و يوصلها لمرحلة التنفيذ. هانقدر نصلح حاجة زي قطاع الخدمات السيء جدًا في مصر بإننا نكتب و نصور و نقول ليه الخدمة سيئة و إزاي تبقى أحسن. و هانقدر نسمع و نقرا للأصوات الحرة في كل مكان في العالم و إللي ماقدرتش توصل لنا بوسائل الإعلام العادية لإنها محكومة بنظم قمعية. و مين عارف، يمكن في يوم من الأيام لما جيلنا ده يدوق طعم الديموقراطية و يقتنع بإمكانية تطبيقها بإيدينا، يقوم يسعى لتطبيقها في كل المجالات، من إنتخابات الرئاسة، لحقوق المستهلك، و قبلهم و بعدهم.. حقوق الإنسان.
من غير مبالغة، أنا شايف إنه الـ ‘Social Media’ هي أفضل ما حدث لجيلنا على الإطلاق. و أنا مستني منها، قصدي مننا، كتير أوي.

2 comments:

  1. كالعادة .. بيعجبني تحليلك جداً .. وربطك للمواضيع ببعضها .. بس أنا شايفة إن البوست ده مش تقييم لكتاب عايزة أتجوز .. قد ماهو تقييم للإعلام الاجتماعي من خلال تجربة مصطفى مراد وغادة عبد العال .. العنوان والصور تلخبط قوي ..

    ReplyDelete
  2. ما هو ده كان هدفي. لما بلاقي كتاب أو فيلم فكرته مهمة، باشوف إنه الأفضل أتكلم عن الفكرة مش عن الفنيات إللي في الكتاب أو الفيلم. بس ماقصدتش ألخبطِك :)
    & thanks for your support :)

    ReplyDelete