Thursday, December 9, 2010

My Name Is Khan (2010)

إسمي خان‘ هو قصة مسلم هندي بيعاني من تداعيات أحداث 11 سبتمبر من تمييز ضد المسلمين، و بيقرر تحقيق هدف رمزي و هو الوصول للرئيس الأمريكي و إبلاغه وجهًا لوجه بإنه إسمه خان.. و مش إرهابي. أنا شايف إنه أهم حاجة ممكن تتناقش عن الفيلم هي قضيته، مش إنتاجه ولا أداء الممثلين فيه ولا إخراجه.

شعار الفيلم هو رجل عادي، رحلة غير عادية... للحب و مضمونه هو الرسالة إللي وصلَها خان لرئيس أميركا. رسالة دفاعية بحتة بدأت تتبناها أطراف كتير في العالم الإسلامي من ساعة أحداث سبتمبر. دعاة، مثقفين، سياسيين، إعلاميين... بيبذلوا مجهود خرافي و بيصرفوا دم قلبهم و بيبوسوا كل إيد تقف في طريقهم علشان يتمكنوا بأي وسيلة من الحلفان بأيمانات ربنا إن المسلمين، و الله العظيم، ما إرهابيين.
تسمع معظم الشيوخ ،في خطب الجمعة و في التليفزيون، أول مايجيب الواحد منهم سيرة الجهاد يروح لاضم بعدها على طول بس ده طبعًا مالوش علاقة بإللي بيحصل من هجمات إرهابية. الدين بريء من كل الأفعال دي.. مفيش دين من الأديان بيدعوا لقتل إنسان بريء ... إلى أخره
كل واحد في كل مكان، من شغله، لبيته، لقهوته، لفيس بوكه... عمال يسرد في الدلائل و الوقائع علشان يثبت إننا مش إرهابيين
بل إنه، في مرحلة من المراحل، و بسبب إن الإلهام بينزل على الواحد من كتر ما بيفكر في حاجة و يبقى مصدق نفسه إنه يقدر يكون ليه دور فاعل فيها.. تمكن المطرب الفنان جاد شويري، بما لديه من ملكات فكرية و مهارات إبتكار و تجدبد و تميز، من عمل فيديو كليب عنوانه ‘Funky Arab’ تفتق فيه ذهنه عن صياغة الكلمات العظيمة التالية:
"We are not what you see on CNN or BBC
Take a look at us, we're not bombers we got the guts
We got sexy girls, Arab beauty that will rock your whole world"
مشكور الفنان شويري على إحساسه بمسئولية الفنان تجاه المجتمع و على تسويقه لـ إمكانيات المجتمع و كوادره.
نيجي للجد...
هو إحنا بنعمل إيه؟
بندافع عن إيه؟ و ليه؟
و مين إللي إحنا بندافع قصادهم؟
لازم أبدأ بالسؤال الأخير لأنه مغري؛
أميركا؟! تعالالي بقى...
إحنا بنحسِن صورتنا و بنبرأ نفسنا من العنف.. قصاد أميركا؟ الدولة الوحيدة في العالم إللي إستخدمت القنيلة النووية ضد دولة تانية و قتلت ربع ميليون بني آدم (نصهم مات في أول يوم للقصف) سنة 1945 في اليابان؟
ولا الدولة الوحيدة إللي قامت أصلًا على إبادة شعب كامل (الهنود) سنة 1492؟ (يقدر عدد الهنود بـ 12 ميليون نسمة قبل الإبادة، تبقى منهم 237 ألف!)
ولا الدولة الوحيدة إللي بتفني أجيال كاملة، وأنا بكتب الكلام ده دلوقتي، من أطفال العراق و أفغانستان في حروب محدش عارف لها سبب ولا مبرر ولا بداية ولا نهاية؟
ولا الدولة الوحيدة (برضه) إللي بتستخدم الفيتو علشان توقف أي قرار لمجلس الأمن فيه ريحة العقوبة ضد دولة الإحتلال إسرائيل، و بالتالي بتساعد على قيام دولة جديدة على إبادة شعب.. تاني!
ولا الدولة إللي بتقود العولمة و النظام العالمي الجديد إللي بيمحي أي صورة من صور الحضارة وصلها أي بلد في العالم و بيحولنا لكائنات مسيرة بفكر إقتصادي جشع؟
ولا الدولة الوحيدة إللي عندها جوانتانامو؟ ولا ولا ولا...
أميركا. بلاد الـ شيت؟ على رأي الكاتب صنع الله إبراهيم
لا.. إعفيني.
بيقولوا إنه سياسة الحكومة (أو الإدارة) الأميركية مابتعجبش الشعب الأميركي و إنه مش راضي عن حروبها ولا عن تحالفاتها ولا عن قراراتها ولا إستراتيجيتها ولا سلاطاتها ولا بابا غنوجها. و إنه المواطن الأميركي (أو الأوروبي/الغربي) هو المقصود بحملة تحسين صورة الإسلام و العرب.
ماشي، هنبلعها، رغم إن أميركا هي الديموقراطية الأولى في العالم و المفروض إنه الحكومة فعلًا بتمثل الشعب، بس ماشي.
المواطن الأميركي ده بقى (إللي بالمناسبة بيستهلك قد 500 مواطن هندي حسب الإحصائيات) مش عارف يا عين ماما يفتح كتاب ولا يسمع شريط ولا يجووجل ولا حتى يسأل مسلم من ملايين المسلمين إللي في أميركا عن الإسلام؟ و لا بلاش يسأل، يتفرج بس على سلوكهم و تعاملاتهم؟
هنقول إنه مش عارف. و إنه في الأول و الآخر دي سلبية مننا لأنه لازم إحنا إللي نعرَف بديننا و ثقافتنا و قيمنا للناس التانية (و ده صح طبعًا)، ماشي، نعرَف بقى، مش ندافع!
نعرَف، مش ندافع.
ندافع ليه؟ ما كل واحد عارف نفسه، و عارف تاريخه و حاضره، لا الإسلام ظهر أول إمبارح و لا أميركا قطعوا مسلسل الساعة تمانية و أعلنوا قيامها. و مفيش حد مغيب ولا مضلل ..ولا مكعب. لو أنا متاح ليا مصدر معلومات واحد، فاللي في سني في أميركا متاح ليه عشرين.
حاجة تانية، لو مبدأنا صح في إلتزام الدفاع عن نفسنا كوسيلة لتعريف الناس بالمعنى الحقيقي لديننا و ثقافتنا، فالمفروض إنه كأي مبدأ تاني، ميتغيرش بتغير الظروف (بتبقى مسألة مبدأ زي ما بيقولوا). لكن الحاصل إنه إحنا بندافع عن نفسنا لأننا ضعفاء. الضعيف بس هو إللي بيضطر يدافع عن نفسه في تهم مالهاش أساس من الصحة. القوي مابيعملش كده، و يعمل كده ليه؟ فاحنا لو كنا أقوياء ماكناش هنضطر ندافع ولا نحط في بالنا أصلًا أي إتهامات أيًا كان نوعها و كميتها. فبالتالي مبدأ الدفاع مش مبدأ سليم خالص.
أنا شايف إن إللي ساعد الحملة ضد الإسلام من ناحيتنا هو إننا إنساقنا ورا مسألة تحسين الصورة و تلوين الصورة و تغليفها و توصيلها للمنازل.. مع الخصومات بمناسبة الأوكازيون.

3 comments:

  1. تدوينه متميزه و رائعه يا محمد

    ReplyDelete
  2. ما شاء الله ، كلام قوي جداً

    ReplyDelete
  3. شكرًا يا شباب. مبسوط إنها عجبتكم :)

    ReplyDelete